الجمعة، 17 يونيو 2011

التآخي تحاور رفيف الفارس





نشر الحوار في جريدة التآخي بتاريخ 14 \11\2010 العدد 5987

اجرى الحوار الصحفية : أبتهال بليبل
الاديبة رفيف الفارس : أؤمن بالحب داخل وخارج السطور


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يقال: ان تقرأ نفسك هو ان تقرأ العالم من حولك , ذلك الانجاز المطلق.
فشرعت الكاتبة رفيف الفارس في الكتابة كمتنفس وملاذ يعكس تأثيرات المحيط منذ الصغر ,
ولم يكن في بالها ان تحصد نجاحا او تتعرض لفشل , لها طقوس مميزة تستلهم بها وحي الكتابة
الاضاءة , الوقت , الهدوء وقلم رصاص وأوراق مسودة وزاوية
بعيدة عن الاجواء ... كان لنا معها هذا الحوار :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


* ماهو الشيء الذي يؤلمك ؟


الظلم -- كبت الحرية – عدم احترام وجهة نظر الاخر


* هل تؤمنين بالحب خارج السطور ، وماذا يعني لك ؟


وهل يمكن ان نعيش بدون حب؟ هذا مستحيل بالتأكيد اؤمن بالحب داخل وخارج السطور


* السياسة - الدين - الجنس ، ثالوث يحاصر ذات المواطن - على مااظن - فهل - كان هذا الثالوث المؤثر يحاصر رفيف في كتاباتها ؟!

هذا الثالوث هو ما يحكم المجتمعات الشرقية ندور في فلكه منذ ان نعي الحياة بين الممنوع المنطقي وغير المنطقي وسطحية تناول هكذا مواضيع والخوف من التغير او ابداء الرأي بالتأكيد سيؤثر هذا على بناء اية شخصية وبالتالي ينعكس على اعماله .


*على الرغم من أن هناك نساء برزن في الأدب إلا أن دورهن لا يزال ضعيفاً ، برأيك ماهو السبب في ذلك ؟


السبب هو ان المجتمع لازال يعامل المرأة كظل للرجل او للعائلة وليست كيان مستقل له تأثيره الفردي
السبب هو ان المرأة وان كانت منذ الازل رمزا للحياة الا انها في المجتمعات العربية رمزا للهامشية والثانوي
دور المرأة في الادب يجب ان يتحرر من هاجس الدفاع عن النفس والتحول الى التفاعل الايجابي مع المجتمع الموضوع ليس حربا بين الرجل والمرأة واثبات الطرف القوى طالما تظل المرأة رهينة هذه الحالة حالة الدفاع واثبات الذات لن تصل بحركتها الادبية الى المستوى المؤثر.


* اسلوبك ، هلا تحدثنا عنه قليلاً ؟


اسلوبي اترك القراء يستشفونه او يتحدثون عنه فهم افضل ناقد للعمل


* ماهي المعايير الحقيقية لحقوق الأديبة برأيك في العالم العربي ؟


هذا السؤال اعتبره تتمة للسؤال قبل السابق ,معاير حقوق الكاتبة الادبية يجب ان تأتي من قناعتنا التامة بأنه لا يوجد ادب نسائي او ادب رجالي الادب او حق الكتابة هو ادب انساني بغض النظر عن كون من يكتبه رجل او امرأة المهم ما يحمله من فكرة ورسالة وهدف هذا ما يعطيه المعيار .


* كيف يكون تحرر الكاتب في أسلوبه فاعلاً - ماهي انعكاساتك على ذلك ؟


لا يمكن التحرر من الاسلوب اعتقد ان الاسلوب هو بصمة الكاتب او الموسيقار او الفنان منه تعرف اعماله وعلى اساس الاسلوب يتم الانطلاق والتطور .


*دائماً ما نشعر إن المرأة رهينة مزاجها ، وحيثما تكون أو تُدير، برأيك الى أي حد يساعد المزاج على الهروب من التقاليد الأجتماعية السائدة عندما تكون أديبة وكاتبة ؟


بصراحة انا لا افهم لما ترتبط المزاجية بالمرأة وهل نقصد بالمزاجية العاطفة الزائدة ,ففي كل الاحوال المزاجية او التعامل بعاطفية مع الامور هي حالات شعورية من الممكن ان يتعرض لها الرجل او المرأة على حد سواء, اما في حالة هروب الكاتب ضغط التقاليد والواقع فهذا يعتمد على ما يريد ان يقدمه الكاتب من خلال كتاباته ,بكل الاحوال التحرر الذي يشعر به الكاتب من خلال قلمه يعتمد على ذوابانه بين شخوص نصوصه في حالة كونها قصة او رواية اما اذا كان نصا شعريا فأعتقد ان الامر مختلف.


* برأيك كيف تكون العلاقات الدولية العربية بين الشعراء والكتاب ؟ وتحديداً مع العراقيين ؟؟


برأي المتواضع يجب ان تتعامل قوانين المجتمع الدولي بأنسانية وتقدير اكبر للشعراء والكتاب لكونهم حمله رسالة وفكر اما العراقيين فهم حالة خاصة ففي الحقبة السابقة كان العراقي منبوذا من قبل كل المحافل الدولية وينظرون له بعين الريبة والحجة النظام الدكتاتوري السائد .


والان؟


اانتفى النظام الدكتاتوري وبقيت النظرة المريبة نفسها فهذا يجعلنا نقف اكثر من وقفة للتساؤل
لماذا هذا التعامل غير المبرر مع العراقيين؟
يهيأ لي احيانا ان الموضوع مقصود ليس بسبب النظام بل لانهم عراقيون وكفى.


* غير الدعم المعنوي الذي قدّم الى حضرتك من جمهورك ، ماذا قدّم لك العالم ككل ؟


بالتأكيد الدعم الرائع الذي قدمه زملائي واساتذتي له اثر كبير في نفسي وانا اعتز بكل كلمة نقد او اطراء على حد سواء
فكلها دروس اتعلم منها .
العالم؟؟؟؟ لم اصل الى مرحلة ان يسمعني العالم بعد اطمح الى ان اصل لكن الطريق لازال طويلا جدا


* حتماً هناك مستقبل لكل شيء ، من وجهة نظرك ، ما هو مستقبل الأدب العربي مع السياسية ؟


الادب .. السياسة .. العلم كلها اجزاء تكمل المجتمع وكل جزء مرتبط بالاخر يؤثر ويتأثر به
وبالتالي فالسؤال يكون ما مستقبل المجتمع العربي ؟
وهذا يحتاج الى صفحات وصفحات لنفي الموضوع حقه.

* أريد أن أسالك سؤال ، ما الذي تستطيعين أن تفعليه أمام واقعنا ، هذا الواقع المزدحم بإشكاليات كثيرة ؟ أرجوا أن يكون الحديث عنك أنت أولا ، ثم بصورة عامة ؟


غاليتي ابتهال انا لدي قناعة واعتقد اننا تحدثنا عن ذلك اكثر من مرة ,ان الانسان لايمكن ان يغير واقع ما ما لم يبدأ بنفسه اولا .
فالعمل على تحسين وتطوير الذات سيؤدي في النهاية الى تغير واقع المجتمع فلو انتظم الجزء سينتظم الكل والعكس ليس صحيح.


*هل هناك دور للدين في التحرر ؟


كل الاديان لو طبقت كما انزلها الله سبحان هو تعالى لما عانت المجتمعات من ظلم او فساد او قهر فهكذا ارادها الله هداية للناس وتنظيم امور حياتهم بما يرضيه.


* هل تعتقدين أن هناك صوت للمرأة الأديبة ؟


يجب ان يكون لها صوت لان انعكاس تجربتها ورؤيتها الحياتية يجب ان تترجم كأبداع ادبي ثقافي يحمل رسالة مهمة رسالة وفكرة مهمة تبين الفعل ورد الفعل تبين الجانب الاخر من الانسان.


* هل تشعرين أن الخوض في عالم الكتابة يحررك ؟


عالم الكتابة يحرر فينا الافكار المشاعر الانطباع ... نعم اشعر انه يحررني ويضيف لي الكثير


* إلى أي مدى ترتبط مفاهيم الكتابة بمفاهيم الأخلاق عندك ؟


اذا كنت قد فهمت السؤال .. الكتابة كأي فعل يصدر من الانسان كأي انجاز يجب ان يخضع لمعاير اخلاقية وهذه تختلف حسب النشئة والبيئة والقناعة والتجربة الشخصية وغيرها من المعاير.
فحين اكتب لا استطيع التجرد من بيئتي او قناعاتي الاخلاقية بحجة الحداثة او غيرها


* إلى أي مدى يقاس مبدأ التقدم والتحرر للكاتب والأديب ودوره في المجتمع ؟


هذا سؤال مهم الكاتب او الاديب او كل من يريد ان يقول شيء يجب عليه ان يؤمن اولا بما يقول ويتحمل تبعة ايمانه فيما لو خالف المجتمع انها مسؤولية الكلمة وبهذا يكون دوره ايجابيا فيما يطرح من افكار


* بنظرك ما هي مشكلات الوسط الثقافي والأدبي ؟


اعتقد ان الوسط الثقافي جزء لا يتجزأ من المجتمع ومجتمعنا والله الحمد مليء بالمشاكل على اختلاف انواعها فلابد ان يؤثر هذا على الوسط الثقافي شئنا ام ابينا.


*رفيف و السياسة ، إين هي ؟


تعودنا نحن العراقيين ان نحلل ونقتل اي موضوع تمحيصا ونقاشا والسياسة هواية العراقيين يتجادلون فيها كما يشربون الماء ولا اذكر ان يمر يوم في البيت دون ان يحتدم النقاش بيننا على موضوع سياسي حتى لو كان في جزيرة من جزر الكاريبي.
برأي ان الانسان يجب ان يكون له رأي في كل ما يطرأ حوله من مستجدات ومنها طبعا السياسية لكن الموضوعية هنا مطلوبة وتكون على المحك .


* أين هي المرحلة الهامة في تطور الأدب والشعر والوعي الأيديولوجي بحيث يرتبط مفهومها داخل وخارج حدود الواقع ، فهل أنسحب هذا على دورك في هذا العالم ؟؟


لا نستطيع ان نحدد مرحلة بعينها لكني اعتقد ان ما يمر به الان الوعي الشعري والايديولوجي هو مرحلة هامة من بناء الثقافة العام ومرحلة حساسة جدا لرفع الخيط الفاصل بين الحداثة الفكرية والتطور الروحي والنفسي وبين الفوضى


*أنتقلنا من عالم الى آخر ومن حرب الى أخرى ، ماذا قالت لك الحروب وأين أنت الآن ؟


الحروب استنزفت الشعب العراقي حد اللامبالاة لخدمة مصالح شخصية او اطماع دولية
واعتقد ان اكثر من نصف الشعب لم يكن يريد الحرب بكل اوقاتها ولو ان القدر اسعف العراقيين واتخذوا موقفا رافضا واضحا موحدا لما تكبدوا نصف الخسائر التي يتكبدها الان الشعب والوطن


* وكيف تصور رفيف الشعر الآن ؟؟


الشعر انعكاس لفظي موزون لما يختلج في داخلنا من مشاعر مختلفة الان وفي اي وقت الفرق في كيفية تناول الموضوع
في عصر السياب ونازك الملائكة واجهوا ضجة واعتراضات من مريدي الشعر العمودي واتهمومهم بتشويه شكل الشعر العربي الى ان فرضت تجربتهم نفسها على الواقع الادبي واصبحت مدرسة
وفي كل وقت التاريخ يعيد نفسه


* كيف تعانقين تجربة الكتابة ، هل هناك مثلا ضوابط او آلية يمكنك إتباعها ؟؟


لي طقوس خاصة استلهم بها وحي الكتابة مثل الاضاءة الوقت الهدوء وقلم رصاص واوراق مسودة وزاوية بعيدة من البيت


* وأخيراً ماذا تقولين لنا ؟


امم اقول انك محاورة رائعة وانا اشكرك من قلبي لتحملك اياي
واعتقد اني تكلمت كثيرا



0 التعليقات:

إرسال تعليق