الخميس، 3 نوفمبر 2016

في الطريق الى البيت ...

استعيد وقع خطواتي بعد ان احرك قدمي .. تفكير ارتجاعي .. هل هو ارتجاعي ام تعقبي ؟  ماذا لو استرجعت بعض القرارات القديمة او تعقبها قبل اتخاذها ؟ تداعي الاحداث .. اه..سنجاب جميل على غصن شجرة .. السناجب تكثر في الفجر اما الان فالوقت ظهيرة .. افتقد الشتاء .. ماله الطريق يطول بدل ان يقصر .. ألم اقل الف مرة: لن اغادر البيت في الحر .. اجل سبات.. سبات صيفي .. اه نسيت ان امر على الصيدلية .. الدواء .. حسنا لا يمكنني العودة فبكل الاحوال الاجراءات معقدة وطويلة في بلدي اقف عند الصيدلية واختار الدواء كما اختار البقالة .. هل هي استهانة بالجسم البشري ام تقليل للتعقيد ؟ ام قلة ثقة بقرارات الاطباء؟ لا ادري هنا لا احد يتحرك بدون وصفة وموافقة شركة التأمين وكثير من الاوراق .. اكثر دولة تستهلك الورق في العالم .. حتى تنمو المصانع مصانع الورق والطابعات والاحبار.. كما تنمو مصانع الاسلحة مع كل فتنة تُختلق هنا وهناك "بين هم ونحن" .مع ان كل شيء مخزّن في قاعدة بيانات تغطي كل شيء في البلاد .. الطريق يطول تحت وهج الشمس .. شمس غاضبة .. مازلت اسمع وقع خطواتي اجل وصلت الى هذه الشجرة كم هي جميلة تذكرني بحديقة بيتنا القديم .. في هذا الحر وهو ينفث دخان سجارته .. وقع خطواته ليست منتظمة .. يمر بجانبي يتبع ظل الاشجار

-hi how you doing today?
اجبته شاردة لكن بادلته الابتسامة دون ان يوقف احد منا خطواته, هذا الاربعيني اراه للمرة الاولى عابر سبيل لكنها عادتهم في تحية من يمر بجانبهم .. عادة جميلة مُطمْئنة ومرحّبة ..
- fine fine how you doing ?
اجاب وهو يبتعد
-fine thank you.
ذكرني بأحدى محادثات اللغة الانگليزية الساذجة  في المدرسة .. ابتسمت .. لماذا كنا نخاف درس الانگليزية ..مفارقة غريبة  .. الاساتذة كانوا مرعبين .. المدرسة كانت كلها مرعبة .. بناية الرعب؛ ليس فيها مرح..! الكل متجهمون وكأن عليهم مهمة تحطيم الابتسامات .. لماذا كل شيء لدينا مبني على الخوف .. الخوف يولد الكذب والتحايل واخفاء المشاعر .. خوف من الاكبر خوف من المدرس خوف الفتاة من اي رجل في الشارع ... مضحك جدا كأن الرجال افاعي سامة او وحوش مستعدة للافتراس .. ما هذه السذاجة في التخويف؟!!
 الرجال ايضا مساكين مثل الفتيات تماما, يخافون من ان يكونوا مخيفين, يا لها من تربية .. الخوف يولد الجبن .. اعراف غريبة مبنية على اعتقاد قديم جدا لا يمكن ان يطبق على الوقت الحاضر والمصيبة ان هناك من لا يزال مقتنعا ان الخوف هو الاحترام ... لا لا الخوف لا يعني احتراما ابدا الخوف يعني كسر الارادة وتحطيم المشاعر .. الاحترام مبني على الحب ولا يوجد حب مع الخوف .. ها انا اخطب من جديد!! مضحك .. اتخيل نفسي على منصة واخطب في الناس .. اجل انا "جان جاك روسو" الجديد ... مضحكة وساذجة .. لكن لحظة من فضلي..! هذا عقلي ..لي الحرية ان اكون فيه ما اشاء؛ هذا عقلي لي الحرية ان اكون فيه ما اشاء حتى لو رئيس جمهورية على الاقل لا اكون نائمة طوال الوقت  ؟ حسنا نفكر لاحقا .. على حسب المناصب المتاحة , المناصب متاحة جدا اذا ارادوا نهب الخزينة المنهوبة اصلا, قرارات البرلمان الاخيرة لا يصلح معها الا عبارة "هيا بنا نلطم" ربما اقروها ليساعدوا الشعب على المزيد من اللطم .. ربما ارشح نفسي يوما ما للبرلمان .. سمعتهم سيئة..لا يمكن ان ارشح نفسي!! .. لا بل يمكن لاني سأتخلى عن جميع الامتيازات وتكون لي خطة عمل.. اعرف اني مجنونة ومن سينتخبني بلا حزب..بلا وطن بلا... ؟!! حسنا لا اريد الدخول في هذا النقاش في الحَر .. النقاش في الشتاء فقط على الاقل يولد الدفئ .. ما هذا الهراء.. لماذا لا اكتب صفحة التسلية في المجلة ... اه المجلة .. الوقت يداهمني من جديد انتظر الموادّ من جديد .. لماذا القلق ؟! لا للقلق بعد اليوم!! سأرتب المواد التي وصلتني اليوم..اجل لا بد ... نقطة  رأس سطر ...
هل هذا عنوان قصيدة مناسب ؟ اجل ربما سأكتبها يوما.. متى اصل؟؟! اريد ماءا باردا .. حَر شديد! هل هو بسبب الاحتباس الحراري؟ منذ زمن لم اسمع هذه الكلمة .. تخفق الخيم في العراء في هذا الحر اللاهب .. مهجّرون اطفال هل يسمعون وقع اقدامهم ام أنّ الجوع انهكهم وافقدهم الاحساس بالاشياء من حولهم؟ (او اوهن اجسادهم حتى لم يعد لها وقع اساسا!!!) تلك الاقدام الصغيرة ستغرق في المياة في الشتاء .. مهجرون وايتام ومتعبون بلا ذكريات جميلة بلا العاب .. يعتاشون على الفتات, اي اجيال ستأتي وكيف ستتعامل مع الحياة..؟!!! .. اه رأسي يؤلمني .. احتاج ان ارتب الصفحات..  المجلة المجلة ..!! ركزي! .. اجل بقي الكثير يجب ان انجزه لابد من التركيز والقرار.. سأدون الخطوط العريضة .. احبها بل اعشقها ابتسامته العريضة .. صافية جدا مثل عينيه .. اشتاق اليه بألم .. هل سيفتقدني اذا ابتعدت .. ؟!! لا ادري .. المهم اني اشتاق اليه كثيرا وجدّا.. لانه الهواء الذي اتنفسّه .. سيبقى ابدا في دمي موعده .. اه اخيرا البيت ...!



0 التعليقات:

إرسال تعليق